رحيل الفنانة الكبيرة سعاد محمد

المستقبل - يقظان التقي
غيّب الموت مساء أول من أمس الفنانة الكبيرة سعاد محمد عن عمر يناهز 85 عاماً في منزلها في القاهرة بعد صراع طويل مع المرض، وبعد مرحلة انقطاع طويلة لم يصل من أخبارها سوى القليل القليل.
فنانة عانت دائماً من شبه الغياب ومن لملمة أشياء حزينة على الرغم من مسارها الفني المتميز بخصوصية وبعفوية وألفة وحنان ومؤانسة. قال فيها رياض السنباطي: "بأن صوتها جوهرة"، وأعجب كثيراً بصوتها محمد عبدالوهاب ومن دون أن تعي لماذا لم يعطها لحناً واحداً؟
اسمها لمع خلال العصر الذهبي للأغنية في الخمسينات والستينات والسبعينات وظل يتمتع بحضوره القوي ولكن في الحديقة الخلفية بعد اسم أم كلثوم، واحدة من جيل الرواد أمثال ليلى مراد ووردة وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وغيرهن.
صوت يستطيع التعبير قدر ما يشاء ويملك أشياءه الكثيرة، أضاعته الظروف المبعثرة حتى الكسر لحياة صعبة لم تكن مريحة لا في الوسط الفني ولا مريحة عائلياً ولا بعلاقاتها مع الجميع.
قدمت سعاد محمد الى المكتبة الغنائية العربية أكثر من ثلاثة آلاف أغنية من بينها أناشيد وابتهالات وأغانٍ جميلة ما زالت مشتركة بين الناس وقريبة الى الآن وناس كثر يحبونها ومن بينها: "أوعدك" و"وحشتني" و"مظلومة" و"الهوا غلاّب" و"من غير حب" و"يا بخت المرتاحين" و"بقى أنت كده".. وأكثر من غنت دور "أنا هويت" للسيد درويش.
اقتصرت مشاركتها السينمائية المتقشفة على فيلمين اثنين أولهما "فتاة من فلسطين"، أول فيلم عن مأساة القضية الفلسطينية، ثم فيلم "أنا وحدة" اخراج هنري بركات، وكان لافتاً تقديمها أغنيات مدبلجة لبطلات أخريات مثل أغانيها في فيلم "الشيماء أخت الرسول" (1972) وفيلم "بمبة كشر".
سعاد محمد مواليد تلة الخياط في بيروت (1926) لأب مصري وأم لبنانية تزوجت من الصحافي محمد علي فتوح 15 عاماً قبل أن ينفصلا فيضطرب شمل العائلة والأغنية، ولكنها اسم يرمز الى زمن جميل لكل شيء بالكلمة واللحن والأغنية، وهي من الوجوه التمثيلية لجيل من الكبار، ولأغنية لم تفقد سحرها ولا بريقها، وبالود والحنان والعذوبة والدفء والعذابات والآلام والأحلام، فنانة حقيقية مقيمة في فنها وصوتها قدمت أشياء كثيرة وبخسارتها تفقد الأغنية الأصيلة أشياء مهمة من طبيعتها الراقية وذلك الحزن الذي يذهب في تفاصيل كثيرة الى زمن الحنين.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق