احتفالُ مركز مارشال شفاعمرو بيوم ذوي قدراتٍ خاصّة/ آمال عوّاد رضوان


أقامَ مارشال شفاعمرو (مركز المكفوفين) في مدينة شفاعمرو يومًا خاصًّا بذوي القدرات الخاصّة، وذلك بتاريخ 9-7-2011، ضمنَ سلسلةِ فعّاليّاتٍ خدماتيّةٍ يُقدّمُها المركزُ للعديدِ مِنَ القرى والمدنِ العربيّةِ في المنطقةِ الجليليّة، وبعدَ التّرحيبِ بالضّيوفِ في قاعةِ الضّيافةِ وتقديمِ الحلوى والمُعجّنات، وبعد مشاهدة معرض فني وبازار أقامهُ أعضاء النادي مِن إنتاجهم، انتقلَ الجميعُ إلى صالةِ الاحتفال، حيث تولّت عرافةَ الحفلِ بلباقةٍ ورشاقةٍ الطالبة ربى سليمان.

استهلّ اللقاءَ مديرُ المركز السّيّد نادر شهاب، بكلمةٍ ترحيبيّةٍ تأهيليّةٍ بالحضورِ مِن رجالاتِ دين ورئيس بلديّة شفاعمرو ناهض خازم، والقائم بأعمال الرّئيس جريس حنا، وأعضاءِ البلديّة فرج خنيفس وزهير كركبي وآخرون، ورئيس جمعيّة بيت المسنّ، ومدير المركز الثقافيّ، ورحّب بالاهالي وشخصيّاتٍ اجتماعيّةٍ ومتبرّعين وداعمين للمركز، ثمّ تحدّث عن نشاطاتِ المركزِ وفعاليّاتِ المؤسّسة، وقدّم الشّكرَ لكلّ مَن ساهمَ في إحياءِ ودعم هذا الاحتفال؛ مدير قسم الرّفاه فريد شاهين، رئيس البلدية والمتطوّعين الذين يخدمون المركز.

كما ألقى رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم كلمة قال فيها: لقد كان قدَركم أن تؤخذ منكم نعمة البصر، لكنكم تملكون مِن البصيرة الكثير، ونحن في إدارة البلديّةِ نولي ذوي القدراتِ الخاصّة وهذه الشّريحة أهمّيّةً وأفضليّة خاصّة، والشّاهدُ على ذلك هذا المركز والبناء الذي يُقام بجانب مركز مارشال للتأهيل المهنيّ، والذي سيخدمُ ذوي إعاقاتٍ جسديّةٍ ممّن حُرموا من قدراتٍ طبيعيّة. وشكر المتطوّعين والمتطوّعات والأهالي لمؤازرتهم للمركز وفعاليّاتِهِ وأعضائِه.

وتحدثت رنا ياسين مُركّزة الفعاليّات في المركز عن الإنجازاتِ التي تمكّن أعضاءُ نادي المكفوفين مِن أدائِها، وبدعم متبرّعين ومتطوّعين لهذه الشّريحةِ الخاصّة، وشكرَتهم وشكرت الحضورَ لتلبيةِ الدّعوة، ومساندةِ مشاريع المركز مارشال.

ثمّ تمّ عرض فيلم شرائحي قصير عن أهدافِ وفعاليّاتِ المركز، بصورةٍ موثّقةٍ بجُملةٍ موجزةٍ مُعبّرة، ومِن ثمّ قدّمت عضوات المركز كلّ مِن نبيلة سليمان، أميرة ذياب، نسرين طه مسرحيّةً قصيرة، تتحدّثُ عن قضيّةِ محاربةِ العنف وتدارُكِ سوءِ التّفاهم بشكلٍ سلميّ، وكانَ الأداءُ باهرًا وناجحًا يُؤكّدُ على قدرةٍ فائقةٍ ومَلَكاتٍ يجبُ رعايتَها والاهتمامَ بها وتطويرَها.

استمعَ الحضورُ إلى قصيدةِ شعر لإحدى الأعضاءِ سوزان حاج علي بعنوان "نظرات"، كما كانت هناك فقرةٌ لجوقةِ أعضاء النادي، وأحدهم عازف العود وليد خطيب، وأميرة ذياب إيقاعيًّا ضربت على الدّربكة، بتدريب الفنان مدير الركز نفسه نادر شهاب، وشاركَ في العزف والغناء عددٌ مِن المتطوّعين للمركز، الذين يُشاركون المركزَ يوميًّا موسيقيًّا، ويعملون على إدخالِ البهجةِ والفرح لأرواح الأعضاء.

في نهايةِ الاحتفال اقتنصتُ الفرصة لأحاورَ السّيّد نادر شهاب مديرَ مركز مارشال، حولَ المركز وأهدافِهِ ونشاطاتِهِ جاءَ فيه:

السّيّد نادر شهاب خرّيجُ جامعةِ حيفا في موضوع الشّؤون الاجتماعيّة، يُدرّسُ في كليّةِ غرناطة في قسم الشؤونِ الاجتماعيّة، وهو فنّان ومطربٌ وموسيقيٌّ منذ فترةٍ طويلة، وقد استلمَ إدارةَ مارشال شفاعمرو عام 2005، ويُحاولُ أن يُفعّلَ مركزَ مارشال بآليّةٍ متفهّمةٍ لحاجاتِ وطاقاتِ المكفوفين، وأيضًا يعملُ على تجنيدِ المتطوّعينَ والأهل لكشفِ المركزِ ونشاطاتِهِ على أهلِ البلدة، والتّعرّف على المؤسّساتِ الأخرى في البلدة للتّقارب معها والتّواصلِ الاجتماعي، ويعملُ على التّوجّهِ إلى مؤسّساتٍ وجمعيّاتٍ داعمةٍ وأناسٍ مِن أهل الخير ليتبرّعوا ويدعموا مشاريعَ المركز، كما يعملُ على التوجّهِ إلى مكاتبِ الشّؤونِ الاجتماعيّةِ لمتابعةِ طلباتِ انتسابِ المكفوفين للمركز، وتسهيلٍ معاملاتٍ الحصولِ على شهادةِ كفيفٍ مِن خلال وزارةِ الرّفاهِ الاجتماعيّ، والحصول على مُخصّصاتٍ للكفيفِ تتراوح ما بين (2500 – 5000) شاقل، بحسب وضعِهِ الاجتماعيّ إن كان أعزبًا أو متزوّجًا أو بحاجةٍ إلى مُرافِق، والمرافقُ يتلقى 1000 شاقل، كما يتوجّهُ للمدارسِ بشأنِ التوعيةِ وتوصيلِ رسالةِ المارشال لذوي القدراتِ الخاصّة لأهمّيّة الأمر، إذ إنّ عددَ المكفوفين في البلادِ بلغ حوالي عشرين ألف شخص، منهم ستة آلاف كفيفٍ عربيّ!

مارشال؛ أي مركز متعدّدُ الخدماتِ للمكفوفين، يُعطي كلَّ الخدماتِ الفرديّةِ والجماعيّةِ للمكفوفينَ الأعضاءِ في داخلِ المبنى، وتصلُ طلباتُ المكفوفينَ للمارشال عن طريقِ مكاتبِ الشّؤونِ الاجتماعيّة، وهناكَ في البلادِ عشرة مارشالات، اثنان فقط يخصّانِ الوسطَ العربيّ، أحدُهما في مدينة أمّ الفحم في المثلت، والثاني في مدينة شفاعمرو، يقومُ بخدماتٍ كثيرةٍ تحتَ سقفٍ واحد، ويخدمُ قرى ومدنَ المنطقةِ العربيّةِ المحيطة، مثل عبلين، طمرة، بير المكسور، كوكب أبو الهيجا، شعَب، كابول، كفرمندا وغيرها.

أهدافُ المركز: يعملُ على تقديمِ خدمةِ الإرشادِ والتأهيل، وتوجيهِ المكفوفِ إلى أُطُرٍ مختلفةٍ بهدفِ رفعِ أداءِ الكفيفِ الفرديّ، ليندمجَ داخلَ المجتمع ويكونَ مستقلاًّ في تحرُّكاتِهِ وتنقّلاتِهِ، وتطوير اتّجاهاتٍ إيجابيّةٍ في الحياةِ والعمل، تطوير اتّجاهاتٍ إيجابيّةٍ نحوَ الذاتِ والمجتمع، التّكييف المناسب للكفيفِ مع المحيط، والقدرة على التواصل الاجتماعيّ مع المجتمع.

الفعاليّاتُ التي يقومُ بها المركز:

*خلق أجواءِ تسلية وألعاب مُحبّبة، كلعبةِ الدّومينو المفضّلة مِن بين ألعاب التسلية بالنسبةِ للأعضاءِ المتميّزين.

* حلقاتٌ ترفيهيٌّة وفعاليّاتٌ موسيقيّةٌ، وعزفٌ على الآلاتِ الموسيقيّة الوتريةّ وآلات الإيقاع المختلفة، والاهتمام بالجانب الغنائيّ وتطوير مَلكاتٍ موسيقيّة لدى الأعضاء، مِن غناءٍ وعزفٍ، وبثّ روح المرحِ والانبساطِ والحبورِ في نفوس الأعضاء، بخلقِ أجواءِ الفرح والغناءِ والزّجل.

*يقومُ المتطوّعونَ بقراءةِ الصّحفِ والمجلاّتِ لهم والمواضيعَ التي تهمُّهم، وإجراء حواراتٍ فيما بينهم حولَ المواضيعِ المطروحة، كما يفعّلون المكفوفين بحلقاتِ رقصٍ وحركاتٍ متناسقة مع الإيقاع.

*الأشغالُ اليدويّة والفنون مِن رسْمٍ ونحتٍ وطينٍ والفخار وخرَزٍ وإبداعِ مُجسّماتٍ من ورق وكرتون.

*إقامةُ دوراتِ حاسوب لتعلّم الحاسوب بطريقةٍ تناسبُ مع الكفيف.

*للرّياضةِ على أنواعِها أهمّيّةٌ قصوى وبالغة في البرامجِ اليوميّة، فنقيم أيّامَ رياضيّةً خاصّة بهم، من إيروبيكا للفتيات لوحدهنّ، ومساج وتدليك، ورفع أثقال وبناء أجسام وليونة، ويحملون مِن خلالِها كؤوس شرف، ليُثبتوا أنّهم بكفاءةِ الأسوياء.

*الاحتفالُ بأعيادِ ميلادِ الأعضاءِ أنفسهم، وخلقُ أجواءٍ أسَريّةٍ مُفرِحةٍ ومائدةِ محبّةٍ تحوي مأكولاتٍ شرقيّةً ووجباتٍ ساخنةً وسريعة مِن متبرّعين وداعمين وأهالي.

*الاحتفالُ بأعيادٍ دينيّةٍ تخصُّ جميعَ الطّوائف المسيحيّةِ والإسلاميّةِ والدّرزيّة، عيد رأس السّنة الميلاديّة، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الفصح، عيد النّبي شعيب وأعياد أخرى بأجواءٍ احتفاليّةٍ مشتركةٍ بينَ الأعضاء.

* أيّامٌ دراسيّةٌ ومحاضراتٌ متنوّعةٌ في المركزِ للمكفوفين مع طبيبة نسائية، عاملة اجتماعية، وعن محاربة العنف وتهذيب روح الكفيف وكيفية التعامل مع بعض واستشارة، بما يتناسبُ وحاجة المكفوفين أنفسِهم وما يطلبونَه، كما أنّ هناكَ ورشاتُ عملٍ وحديثٍ في مجموعاتٍ صغيرةٍ مع مختصّين، يتمُّ فيها الحديثُ عن مواجعِ ومشاعرِ المكفوفين وخاصّةً حاجات المكفوفات، وما يُمكنهم أن يتحدّثوا عنهُ بكاملِ الخصوصيّةِ والسّرّيّة، عن اعتداءاتٍ جنسيّةٍ أو تعرّضٍ للتّحرّشات وصعوبات شخصية ومواضيع أخرى كثيرة.

*تنظيمُ رحلاتٍ داخلَ وخارجَ البلادِ للمكفوفين، ورحلةٌ مُنظّمة للعُمرة للمكفوفين ومُرافقيهم، وكلُّ التّكاليفِ تبرّعاتٌ مِن أهلِ الخيرِ الدّاعمينَ لهذهِ المشاريع الخيريّة ولهذهِ الشّريحةِ الوديعة.

* كما استطاعَ مارشال شفاعمرو الحصولَ على مصاحفَ مجانيّةٍ خاصّةٍ بالمكفوفين مِنَ الأردن، وقراءتها بطريقةِ برايل لمَن يُجيدُ القراءة.

مركز مارشال يُقسّمُ إلى فروع:

1 - نادي المكفوفين: يُقدّمُ خدماتٍ لشريحةِ أعمار مِن 18 عام وما فوق، وفي مارشال شفاعمرو 50 -60 عضو، وآخرون ليسوا بعضويّة.

2 – طلاب المعاهدِ العليا: مركزٌ خاصّ بحاسوب المكفوفين يعملُ على تقديمِ خدماتِ للطلاّبِ في المعاهد العليا، ودوراتٍ تحضيريّة في مجال الحاسوب لأعضاءِ النادي وكلّ الطّلاّبِ بكلّ الفئات.

3 – بيت الطالب: يوميّ يخدمُ شريحةَ طلابٍ مِن (5-18) عام حتى نهاية المرحلةِ الثانويّة، وهو إطارٌ تعليميٌّ وتأهيليّ في ساعاتِ بعدِ الظهر، يشملُ فعاليّاتٍ إثرائيّةً، ونشاطاتٍ مختلفة، ومساعدةً في الدّراسةِ والموادّ التّعليميّة، ودوراتِ تقوية وتعليميّة، ويختتمُ مارشال السّنة الدّراسيّة بمخيّم صيفيّ للأعضاءِ ولغير الأعضاء في منطقة الجليل، فالمخيّمُ غيرُ محصورٍ فقط بالأعضاء.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق