مملكة الرئيس: مجموعة قصصية للكاتب سعيد الشيخ

ستوكهولم:-
عن "دار التقدم" في ستوكهولم صدرت حديثا مجموعة قصصية للشاعر والقاص الفلسطيني سعيد الشيخ بعنوان "مملكة الرئيس".
حوت المجموعة على خمسة وعشرين قصة بين القصيرة والقصيرة جدا، موحدة المضمون يقودنا الكاتب من خلاله الى عالم يبدو للوهلة الاولى وكأنه غرائبي مشغول بفانتازيا تتخطى الواقع، ولكن بعد الغوص في عالم القصص يتكشف رويدا ان هذا العالم هو شديد الواقعية بارتباطه بما يحدث في العالم العربي هذه الايام.
"مملكة الرئيس" تقدم رؤية اخرى لما يسمى "الربيع العربي" تقوم على كشف الفظائع المزرية التي رافقت الحراك الثوري المنتفض على منظومة الفساد والاستبداد المتمثلة بالانظمة الرسمية العربية.
ان قصص هذه المجموعة بقدر ما ارادت ان تحتفي بانتفاضات الحرية ونضال الانسان العربي من اجل استرداد كرامته من براثن الدكتاتورية، فأنها لم تجد مناصا من التعبير ايضا عن عالم ملئ بالقسوة والعنف. وكأن مآلات الحرية والعدالة المنشودة تحركها اياد غامضة مهيمنة تعبث في وجهة الحراك وتحوّل مساره نحو الانحطاط والتوحش في غياب كلي للوعي.
هذه القصص تقف على مسافة واحدة من فضح ممارسات النظام العربي الرسمي، وممارسات المعارضات المسلحة التي اقترفت بوحشية ما ينده له الجبين الانساني..حيث في كلتا الحالتين من الممارسات البشعة كان الانسان هو الضحية وعلى جسدة مرت صنوف من البربرية.
حتى يقوم السؤال كما هو على لسان احدى شخصيات قصة من القصص:
- هل هذه هي الحرية التي تنشدونها؟!
العدالة بين القصة والقصيدة
يستفيد سعيد الشيخ من تجربته الشعرية (اربعة دواوين) ويوظفها في لغة السرد القصصي، بما لا يدع المجال للتغلغل الشعري ان يهيمن على النص السردي الذي يسير بالاحداث بواقعية شديدة لا مجال فيها للمتخيّل. اذ التخيّل يقوم في ذهن القارئ على شكل اسئلة تطرحها احداث القصص بخيوط درامية تنتهي في اغلب الاحيان بفجائعية غير مرتقبة تترتب عليها نتائج غير مقصودة.
يقيم سعيد  الشيخ في هذه المجموعة حد العدالة ما بين القصيدة والقصة ليقدم لنا عالما ساحرا بتقنية حرفية تحسب له في مجمل ابداعاته الموزعة بين قصيدة النثر والقصة القصيرة حيث له مجموعتين صادرتين من قبل.
"مملكة الرئيس" محاولة من الكاتب لالتقاط الحلم العربي من وسط الخرائب، ولحشو الضوء في الثقوب المعتمة من حياتنا العربية المعاصرة.
ومن القصص القصيرة جدا نقرأ هذه القصة وهي بعنوان "الوِرْثة":
ذهب الحاكم المجنون الى حتفه سعيدا بجحيمه.
لكن البلاد ظلت تعجّ بأشباهه،
يعيشون بقلق وخوف على دولة متوهمة مكتنزة قد ورثوها بقوة السلاح.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق