مهرجان الميداليات الروسي انتهى في سوتشي

لندن ـ مراد مراد
اختتم امس مهرجان الاولمبياد الشتوي في سوتشي 2014، بحفنة ميداليات استقر معظمها في جعبة الدب الروسي وسط علامات استفهام ملايين عشاق الالعاب الشتوية حول العالم. فقد اطل الروس برؤوسهم في قمة جدول الميداليات (للمرة الاولى منذ اولمبياد ليلهامر 1994 ) بعدما حصدوا ذهبيات مسابقات لم يبرعوا فيها يوما تاركين المركزين الثاني والثالث للنروج وكندا على التوالي، فيما اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بالمركز الرابع، ووجدت المانيا نفسها للمرة الاولى في تاريخ الالعاب خارج المراتب الخمس الاولى بحلولها في المركز السادس خلف هولندا الخامسة، 

أما الطليان ففشلوا للمرة الاولى في تاريخهم في نيل اي ميدالية ذهبية. ويعتبر مراقبون ان قفز روسيا من المركز الـ11 الذي احتلته في اولمبياد فانكوفر 2010 الى المركز الاول في سوتشي 2014 غير منطقي.

وكيف لا تنقلب الموازين في سوتشي 2014 رأسا على عقب اذا ما قمنا بتفنيد الميداليات الذهبية الـ13 التي وضعت روسيا في الصدارة بعد عمليات احتيال وغش وصلت حتى شراء المتسابقين ومنحهم الجنسية الروسية مقابل مبالغ مالية طائلة. ثلاث ميداليات ذهبية في رياضة «التزلج السريع على المضمار القصير» حصدها لصالح الروس المدعو فيكتور آن وهو ابرز بطل كوري جنوبي في هذه الرياضة واسمه الحقيقي آن هيو سو وكان حصد ذهبيات المسابقة في اولمبياد تورينو 2006 لصالح كوريا الجنوبية. لكن ادارة فلاديمير بوتين قامت باصطياده بالمال العام الماضي ومنحته الجنسية الروسية ليحصد الميداليات لروسيا بدلا من بلده كوريا الجنوبية.

الامر نفسه ينطبق على البطل الاميركي في لعبة «مزلاج الثلوج» (سنوبوردينغ) فيك وايلد الذي بدوره منحت له الجنسية الروسية في 2012 مقابل اموال وحسناء روسية تشارك في الرياضة نفسها. النتيجة ان فيك حصد ذهبيتان لروسيا في هذه الرياضة كان يجب ان ترقدا في جعبة الاميركيين.

وفي التزحلق الفني على الجليد لفردي السيدات التي تهيمن عليها دون منازع منذ سنوات الكورية الجنوبية يونا كيم، فوجئت كيم والمتبارية الايطالية المميزة الاداء كارولينا كوستنر بالنتائج الاخيرة للمسابقة التي وهبت المغمورة الروسية اديلينا سوتنيكوفا الميدالية الذهبية رغم اداء عادي قدمته حتى انها سقطت ارضا خلال احدى قفزات البرنامج. وقد اثارت النتيجة الفضائحية حفيظة الملايين من عشاق اللعبة حول العالم وطالبوا بسحب الذهبية غير المستحقة فورا من المتبارية الروسية خاصة بعدما تم اكتشاف وجود حكام روس واوروبيين شرقيين لهم سوابق في التلاعب في النتائج في لجنة التحكيم التي اشرفت على البرنامج الاخير الذي قدمته المتباريات الثلاث.

ثم يأتِ الدور على رياضة «الزلاجة الجماعية» (بشخصين واربعة اشخاص) حيث اثارت الفرق المشاركة مشكلة ان الزلاجات التي استخدمها المتبارون الروس ليست ملتزمة بالمقاييس المتعارف عليها دوليا في هذه الرياضة ما منحهم سرعة غير مسبوقة اطاحت بمنافيسهم بفارق شاسع. وهكذا اضافت روسيا ميداليتين ذهبيتين الى رصيدها. وبتعداد الميداليات المذكورة تكون روسيا احتالت للحصول على 8 ذهبيات من اصل 13 حصلت عليها، هذا اذا اردنا اهمال الطلب الذي تقدم به الاتحاد النروجي بفحص منشطات للرياضيين الروس الذين انتزعوا ذهبيتي البياتلون للفرق (رجال) وماراتون تزلج المسافات الطويلة وهما سباقان تسيطر عليهما النرويج عالميا. لكن طلب النرويج لم يجب وتم تجاهله.

هذه النتائج غير المقنعة لروسيا جعلت محبي الالعاب الشتوية يتنفسون الصعداء لانتهاء سوتشي 2014 بسبب الضرر المعنوي التي الحقته بالروح الرياضية والفرص المشروعة التي فوتتها على رياضيين موهوبين من دول اخرى غير روسيا لم يتمكنوا من الحصول على ذهبيات يستحقونها بسبب سياسة ارضاء بوتين والعجرفة الروسية باي اسلوب كان. أما عنوان «سوتشي 2014»، فكان بالتحديد «غاية ارضاء تكبر بوتين بررت وسائل النصب على انواعها». يذكر ان روسيا احتلت المركز 11 في جدول ميداليات اولمبياد فانكوفر 2010 والرابع في تورينو 2006، والخامس في سالت لايك سيتي 2002، والثالث في ناغانو 1998.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق