حمل ابنه الرضيع جثة بعد أن رفض مستشفيان استقباله

النهار ـ عكار - ميشال حلاق
أثارت حادثة وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي على أبواب المستشفيات في عكار قلقاً كبيراً إزاء الواقع الصحي الذي نعيشه والمصير الذي قد ينتظر أياً منا على أبواب المستشفيات التي غالباً ما تتحجج بأن لا أمكنة ولا أسرة لديها لاستقبال المرضى حتى وان كانوا أطفالاً بعمر الورود، لاسيما وان وفاة الطفل الحولي ليست الأولى، فمنذ 23 شباط 2013 يوم توفي الطفل مؤمن المحمد ابن بلدة برج العرب وضحايا إهمال المستشفيات الى تفاقم، تسقط منهم الضحية تلو الأخرى وجلهم من الأطفال. ويسأل الجميع عن ما آلت اليه التحقيقات، وهل اتخذت التدابير الناجعة لوقف هذه الحال المزرية ولكي تحترم حقوق كل انسان بالطبابة والاستشفاء .

مؤثر وحزين
كان المشهد مؤثراً وحزيناً وصعباً للغاية حين حمل منير الحولي ابنه عبدالرؤوف ابن الـ 4 اشهر و10 أيام الى مثواه الأخير، ملفوفاً بكفنه الأبيض وسار به وسط الشارع الرئيسي لبلدته مجدلا التي كان منير يتطلع ويحلم أن يرى ابنه ينمو ويكبر ويلعب فيها مع اقرانه من اطفال البلدة، وذاهباً الى مدرسته وجامعته وعمله، الا ان كل هذه الأحلام تبخرت بلمحة عين.
الوالد المفجوع الذي كان ادعى أمام مخفر حلبا على مستشفيي رحال ومركز اليوسف الاستشفائي متهماً اياهما بالتقصير والاهمال برفض استقبال ابنه والتسبب بوفاته.

وشرح تفاصيل ما حصل معه كالآتي: "يوم السبت الماضي، كان ابني يعاني من الاسهال والتقيؤ وقمت بعرضه على الطبيب طلال نعيم الذي وصف له الادوية اللازمة والامصال الخاصة للمعالجة التي بدأنا باعطائه إياها بشكل مباشر ومن دون إبطاء،  ويوم الاحد لم يتحسن الطفل وبدأ بطنه بالانتفاخ فعاودنا الاتصال بالطبيب نعيم الذي طلب الينا احضاره لمعاينته من جديد، وكان ذلك قرابة الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الاحد، فأمر الطبيب بادخال الطفل المستشفى، فتوجهت بابني بسرعة الى طوارىء مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا تمهيداً لادخاله، الا ان الجواب كان من قبل الموظف وبشكل سريع ومباشر " ما في محلات" ... عندها انتقلت مباشرة الى مستشفى عكار -رحال في بلدة الشيخ محمد وهي ليست ببعيدة عن مركز اليوسف وبعد 10 دقائق من الاتصالات التي اجرتها الممرضة في طوارىء المستشفى كان الجواب ايضا: " ما في محلات والا كنت ساعدتك" .
يتابع الأب المفجوع: "أجريت حينها مباشرة اتصالاً بالدكتور نعيم من جديد وشرحت له ما هو حاصل فنصحني بان أعود الى البيت واستكمل اعطاء الادوية لابني حتى المساء والاتصال به عند اي جديد لوضعه بصورة الحال الصحي لابني، وقرابة الساعة الثانية بعد الظهر أبلغت الطبيب بأن حالة الاسهال والتقيؤ قد خفت نسبياً، الا ان بطن ابني ازداد انتفاخاً وهو يئن كثيراً من الألم، فطلب مني ان أتوجه الى الصيدلية لجلب دواء جديد" سيبريكس 100 " وأعطيت ابني جرعة من الدواء الجديد وفق وصفة الطبيب... وقرابة الساعة الثامنة والنصف ليلاً بدأت حال ابني تزداد سوءاً فحملته وتوجهت مباشرة الى عيادة الطبيب المعالج، فقيل لي بانه في مركز اليوسف الاستشفائي فتوجهت الى هناك حيث كشف عليه الدكتور نعيم في المستشفى وفوجئت بعد خمس دقائق بالقول ان ابنك قد توفي".
وختم الوالد مناشداً وزير الصحة وائل ابو فاعور متابعة هذه القضية، ذلك ان "الدولة هي المسؤولة عنا كمواطنين"، معلناً تقدمه بادعاء على كلا المشفيين لاتهامهما بالمسؤولية عن وفاة ولده بسبب الاهمال. وأكد أنه يملك بطاقة انتساب الى الضمان الاجتماعي الا ان المشفيين لم يطلبا مالاً لكنهما رفضا استقباله بحجة أن لا أمكنة لديهما".  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق