محمد عفيفي مطر يُبْعَثُ في ملكوت عبد الله

كتب فراس حج محمد

محمد عفيفي مطر، شاعر مصري ولد بمحافظة المنوفية تخرج في كلية الآداب ـ قسم الفلسفة. حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989 وحصل على الجائزة التقديرية عام 2006. توفي في 28 يونيو 2010.

أصدرت له مؤخرا دار الصدى/ دبي ديوان شعر بعنوان "ملكوت عبد الله"، وهو الإصدار رقم (140) من سلسة كتب مجلة دبي الثقافية/ العدد (127)- ديسمبر/ 2015 (يوزع مجاناً)، وما يميز هذا الإصدار أن القصائد كلها منشورة بخط يد الشاعر، مما يمنح الديوان أهمية خاصة في دراسات نقدية غير تقليدية.

تحتل القصائد من الكتاب (115) صفحة من مجموع صفحات الكتاب الـ (122)، وجاء في بابين؛ الأول تحت عنوان "طريات عبد الله"، واشتمل على (11) قصيدة، والثاني "رعويات عبد الله"، واشتمل على (13) قصيدة.

ومن الملاحظ أن كل النصوص مؤرخة، فأقدم نص 10/10/2006، وآخر نص 16/1/2009، ولم تكن في الكتاب مرتبة ترتيبا زمنيا؛ تصاعديا أو تنازلياً، وكتبت أغلب النصوص في قريته رملة الأنجب، وهي إحدى قرى محافظة المنوفية، وهناك نص كتب في رملة الأنجب وفي القاهرة أيضاً، وخمسة نصوص كتبت في القاهرة، ونص واحد لم يثبت مكان كتابته، ولعله سهو، فلا يخرج المكان عن أن يكون في رملة الأجدب أو القاهرة.

تدور قصائد الديوان حول شخصية أطلق عليها الشاعر اسم "عبد الله"، ليرسم سيرة لعالم هذا المواطن العربي، ويكتسب الاسم دلالة خاصة، ففيه مراوغة بين العلمية وبين النكرة؛ فكل شخص هو عبد الله، ولذلك صارت شخصية عبد الله في الديوان ذات ملامح عامة لمواطن فقير يعيش على البساطة ويرتبط بالأرض وأشيائها بعيدا عن الحضارة الحديثة ومفرداتها، فهو رعوي وصياد، لا يعرف غير مفردات الأرض وأشجارها وحيواناتها وطيورها.

ولعلّ القصيدة الأخيرة في الديوان، وهي آخر القصائد كتابة حسبما يشير التاريخ المشار إليه أعلاه، تعبر عن شخصية عبد الله وملكوته، وتقارب تلك الملامح المرسومة في هذا الديوان، لتنتهي القصيدة على لسان عبد الله نفسه قائلا:

"ما ثَمّ من أهل ولا بيت ولا بلد سوى
وتدين من سنط وجميز
على جدران عمري
شاهدين وشاخصين
وسوى المسافة بين رمس حنينها وترابها" 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق