أكثر من حيلة للحصول على الكحول في المملكة العربية السعودية

فرانس 24
نشرت الجمارك السعودية على حسابها على موقع "تويتر" صورا تظهر مصادرتها لعدد من المشروبات الكحولية وبعض طرق تحيل المهربين لإدخال الكحول إلى أراضي المملكة. مراقبنا السعودي عبد الرحمن يشرح لنا طريقته لاقتناء هذه المنتجات الممنوعة رغم ندرتها في المملكة.

الحيل كثيرة لإدخال الكحول إلى المملكة: فمنهم من يلصق قارورات ويسكي إلى رجليه من خلال شريط لاصق وكأنها حزام ناسف، ومنهم من يخفي قارورات خمر في خزان البنزين، وآخرون يخفون الجعة في جيوب عباءة يلبسونها تحت أخرى. وحسب مصدر محلي، فإن هذا النوع من التهريب لا يتعدى حالات خاصة والمشروبات تأتي أساسا من البحرين. أما عمليات التهريب الأهم، فتتم انطلاقا من الإمارات العربية المتحدة.

    العديد من السعوديين يذهبون نهاية الأسبوع إلى البحرين لقضاء ليالٍ حمراء. بإمكانهم كذلك التوجه إلى دبي ولكنهم عادة ما يفضلون السفر هناك مع عائلاتهم. في البحرين، توجد شوارع بأكملها يذهب إليها السعوديون للسكر في الحانات. كثيرون هم أولئك الذين يعيشون في الرياض ويقطعون 400 كم لفعل كل ما هو ممنوع في المملكة مثل تناول الكحول وتعاطي الجنس دون زواج. البغاء موجود بكثرة كذلك في البحرين، يكفي أن تذهب إلى حانة لتجد مومسات روسيات ومغربيات وحتى صينيات. ومنذ مدة، صارت هناك حتى مومسات سعوديات، لكن ثمنهن باهظ، فقضاء ليلة مع إحداهن سيكلفك على الأقل 500 يورو.

    عند عبور الحدود للعودة إلى المملكة، من الأفضل أن لا تظهر على وجهك آثار الليالي الحمراء وإلا قاموا بتفتيش السيارة بأسرها. كل ما ذهبت إلى البحرين، انتبهت إلى كمية الكحول التي أشربها في الليلة التي تسبق عودتي، وهكذا لم يتم تفتيشي أبدا بطريقة دقيقة. كانوا يطلبون مني فقط فتح البوابة الخلفية.

      من الأفضل أن يكون لك علاقة مع أعضاء الجمارك لإدخال الكحول. وحتى إن كنت تعرف شخصا أو اثنين، فالأمر يبقى خطيرا. شخصيا، لم أجازف ولا مرة. لكن لدي أصدقاء متهورون وضعوا مرة قارورة كحول في حقيبتهم وقرروا ادعاء أنها قارورة زيت زيتون في حال تمت مساءلتهم بعد مرور الحقيبة على الماسح الضوئي. هذا لا يعني أنهم كانوا سيدخلون السجن حتما، فالجمارك قد تكون متسامحة عندما لا تتعدى الكمية الاستهلاك الشخصي. لكنني أفضل توخي طرق أخرى.

       في المملكة السعودية، يمكننا الاستعانة بموظفي السلك الدبلوماسي التابعين للسفارات الأجنبية، فهم يتمتعون بحصانة. هم يجلبون الكحول معهم للاستهلاك الشخصي ثم يبيعون القارورات التي لم يشربوها بثمن خيالي. فثمن قارورة خمر في المملكة 200 يورو. طبعا، هذا مصدر مال مهم لهم، لكنه لا يمثل شيئا مقارنة بالأموال التي يجنيها المهربون، والتي تعد بالملايين. فعلبة جعة ثمنها 10 يورو في أوروبا وتباع في المملكة بـ200 ! وليس من السهل اقتناؤها بل يجب التواصل مع الأشخاص المناسبين. عندما كنت أعيش هناك، كنت باتصال مع أحد المهربين، وأحيانا كان يجب علي أن أنتظر بضعة أيام للحصول على مبتغاي.

       هناك مشروبات محلية الصنع، رغم كون ذلك ممنوعا كذلك. ثمنها بخس مقارنة بالمشروبات المهربة، لكن نوعيتها سيئة. لم يسبق لي أن اشتريت منها، لكني أعلم أنه من الممكن الحصول عليها في أحياء المهاجرين، وتباع خلسة. فالعرق مثلا يباع في قارورة بلاستيك وحذار من المشروبات المغشوشة! طبعا، لن ترى أبدا هذه المشروبات في الأماكن العامة في المملكة ولكن فقط في بعض الأماكن الخاصة والمغلقة. ويجب أن تعرف سلفا المكان والتوقيت. عندما كان أحد أصدقائي يدعوني إلى سهرة خمرية، فالدعوة تكون موجهة لي فقط، ومن المحال أن أقترح على صديق أو زميل اصطحابي. فهذه الجلسات تكون عادة في المساكن الثانوية ويجب أن تبقى سرية. وخلالها، يمكن استهلاك الكثير من الكحول المحلية أو المهربة.

     الغريب في الأمر هو أن القليل من السعوديين الذين أعرفهم والذين يشربون الكحول مثلي يعارضون وجود قوانين تمنع استهلاك وبيع الكحول في المملكة. هم يفضلون أن تبقى البلاد دون كحول وأن يواصلوا السفر إلى البحرين أو الشرق الأوسط أو باقي أقطار العالم ليشربوا هناك دون قيود.a

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق