لقاء تجاوز الاسبوعي يستضيف الاديب نزار حنا الديراني





مراسل عينكاوة – بيروت ـ

افتتحت جمعية تجاوز الثقافية موسمها الثقافي 2017-2018 بأستضافة الأديب نزار حنا الديراني من خلال محاضرته المعنونة : الشعر اللبناني المحكي بين أوزان الخليل ، واوزان التراث اللبناني (السرياني) وتطوره ، الشعراء ( ألياس زغيب ، سعيد ظاهر ، شربل بعيني ، حسين شعيب ، عناية زغيب ) نموذجا وفي قاعة مركز نقابة المعلمين في بيروت مساء يوم الخميس المصادف 12/10/2017 .
في البداية عرفت مديرة الجلسة الآنسة ماري تريز سلامة الباحث ومن ثم دعته ليعتلي المنصة ليتحدث عن تاريخ الشعر واوزانه اولا مستشهدا بمقطع شعري سومري وآخر سرياني ( الشاعر وفا) وعلى ضوء ذالك طالب الباحث الدارسين للشعر المحكي والزجل في إعادة النظر فيما يقال بأن الموشحات والزجل والشعر المحكي في العربية جاءت كنتيجة مزاوجة بين أوزان الخليل والاغاني الشعبية الاسبانية ( الفلامنكو) والبروفنسانية اللاتينية التي كانت تعرف بالرومانسية من خلال جماعة الرواة والمغنين المعروفين في فرنسا بالتروبادور وجنكلر لأن هذا الفن موجود في الشعر السرياني قبل أن يولد الخليل وجماعة الفلامنكو وما شابه ذلك ، لأن هذا اللون من الوزن موجود قبل جميع هذه الشعوب بآلاف السنين في بلداننا هذه .  ومن ثم تحدث عن الشعر اللبناني المحكي مستشهدا بطروحات الدارسين الذين أكدوا في دراساتهم بتأثر هذا اللون من الشعر بالشعر والموسيقى السريانية ومن ثم أستشهد المحاضر بنماذج من الشعر اللبناني المحكي بدءً من الشاعر المطران جبرائيل القلاعي اللحفدي (1440-1516م) باعتباره هو أول من وصلت إلينا أشعاره وكما في قصيدته التي يتحدث فيها عن أجتماع المطارنة في وادي الشوف قال فيها : 
كيف الدهور / بتتغير / وفيه العقول / بتتحير 
ولوما توجد / في الاسطر / ما كان يخبر / عن انسان 
ولكن التواريخ / بتخبرنا / عل ما جرا / بمواطننا 
مرورا بالعديد من الشعراء والاستشهاد بما يشابهها من التراث السرياني بدءً بمار أفرام .
بعد ذلك تحدث عن الشعراء المعاصرين قائلا :
فيما مضى كان الشاعر اللبناني (المحكي) يبني قصيدته على البيت الشعري المكون من عدة دعامات (سلم موسيقي) متشابهة او مختلفة وكان أيقاعه يأتي من خلال الوزن المعتمد على الدعامة بدلا من التفعيلة الخليلية ، وقوافيه تكون خارجية لكل بيتين وأحيانا غير منتطمة وقد تأتي داخلية غير محددة ، إلا ان الشاعر المعاصر طور هذا الاسلوب متجها نحو قصيدة الشعر الحر من خلال بناء القصيدة على الدعامة بدلا من البيت رغم إن البعض الآخر بنى قصيدته على البيت الشعري والدعامة بالتزاوج فيما بينهم... 
شعراء المجموعة فجروا البيت الشعري ليعيدوا بناءه من جديد مستندا على الدعامة فأفرزوا لأنفسهم خطا جديدا يمكن ان نسميه ( الشعر المحكي الحر ) .
وحتى المسافة التي يتحرك بها الشاعر تختلف بين شاعر واخر وهذا يعتمد على مدى أنتظام أنتقاله من بيت لآخر ، عند البعض منهم تجد هناك ما يشبه الأنتظام في الأنتقال من وزن للآخر وعند الاخرين لا ... وعلى هذا الاساس صنف شعراء المجموعة الى :   
1- بناء القصيدة على التزاوج بين البيت والدعامة ومن بين شعراء المجموعة الشاعر شربل بعيني ، وحسين شعيب مستشهدا بشعرهم واستخلص قائلا رغم ان القصائد تتجه نحو الشعر المحكي الحر الا انها لا تزال محافظة بعض الشئ على التراث .  
2- بناء القصيدة على الدعامة وحدها ومن بين شعراء المجموعة  سعيد ظاهر ، عناية زغيب ، الياس زغيب مستشهدا بقصائدهم وقال ان شعراء المجموعة حطوا كليا في ساحة الشعر المحكي الحر 
واختتم محاضرته قائلا : ما اريد أن أقوله عندما نتحدث عن بلاد النهرين وبلاد الشام هذا يعني اننا نتحدث عن شعب عريق له من الفنون الادبية تمتد لالاف السنين وكانت هناك الكثير من الوشائج التي تجمعهم من اللغة والتراث لذا من المنطق ان يكون هناك تشابهاً في الاداء فجدودنا كانوا يكتبون أشعارهم وأغانيهم وترانيمهم بطريقة فطرية هذا يعني كانوا يعتمدون على اللحن ، الشاعر المحكي أو الزجال ربما لم يسمع بأوزان الخليل ولا باوزان أنطون التكريتي ولم يكن متفرغا أن يجلس لساعات ليوزن قصيدته بل كان يستحضر ذاكرته المملوءة بنماذج قديمة كالتي تنشد في المعابد أو التي ترتل أثناء الحصاد وأمام المهود معتمدا على تجربته وذوقه ، وحتى اللغة تجده يستخدم لهجته بمفرداتها الخفيفة واحيانا بلكنتها السريانية بدلا من البحث في القواميس والاعراب ،  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق